عبد السلام جلود رئيس وزراء ليبيا الأسبق (16 يوليو/تموز 1972 - 2 مارس/آذار 1977). ولد في 15 ديسمبر/كانون الأول 1944.
كان من الضباط البارزين ممن شاركوا في ثورة الفاتح من سبتمبر 1969، وظل طويلاً في مواقع الحكم في بلاده بقيادة معمر القذافي.
اعتُبر الرجل الثاني في ليبيا، فقد تولى مهام ومناصب حساسة في النظام: وزير الداخلية والحكم المحلي، المالية، الاقتصاد والصناعة، عضو الأمانة العامة لمؤتمر الشعب العام (مجلس الرئاسة)، فضلاً عن أن له أدواره في ملفات عربية، منها في أثناء الحرب الأهلية في لبنان.
نشبت في عام 1992 خلافاته مع القذافي، فترك المشهد الرسمي نهائياً. وبعد اندلاع الثورة في 17 فبراير/شباط 2011، غادر ليبيا إلى الخارج.
يستعرض في كتاب مذكّراته "الملحمة"، الذي يصدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، فصولاً عديدة من سيرته، الشخصية والسياسية، ويضيء على علاقات ليبيا الدولية والعربية في زمن القذافي. ويكشف تفاصيل ومعلومات مثيرة، سيعرف القارئ كثيراً منها لأول مرة.
ينشر "العربي الجديد" أجزاءً ومقاطع منه في خمس حلقات.
في الحلقة الأولى، يوضح وقائع تهيئة حركة الضباط الأحرار في الجيش الليبي لثورة الفاتح. ويكتب أن رفيقه معمّر القذافي "تخاذل" تلك الليلة، ونام في غرفته في المعسكر. ويورد أن القذافي في مرّة في الثمانينيات، أدّيا صلاة المغرب معاً، وأمّها القذافي، ولاحظ أن الأخير لا يسجُد جيداً، ولما سأله عن هذا، أجاب: "لا أريد أن أنحني لأحد حتى لربّي".
وفي الحلقة الثانية، يكشف جلود عن صفقة سرّية مع فرنسا، حيث اشترت ليبيا طائرات ميراج مقاتلة وقدّمتها إلى مصر، وأفرحت الرئيس جمال عبد الناصر. ويرى جلود أن نتيجة حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 العسكرية والسياسية كانت كارثية وأسوأ من نتائج الهزيمة في حرب 1967. ويروي جلود تفاصيل مشادة بينه وبين الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في مؤتمر لمنظمة المؤتمر الإسلامي في الدار البيضاء.
وفي الحلقة الثالثة، يكشف عن تقديم ليبيا إلى رفعت الأسد، شقيق الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، عند تمرّده على سلطة شقيقه، 200 مليون دولار. وإن جلود نفسه ساهم في ترتيب خروجه من سورية. ويتحدث عن تفاصيل مداولاته في بيروت ودمشق مع القوى اللبنانية والفصائل الفلسطينية والرئيس حافظ الأسد في أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، ويروي أنه تعرض للموت أكثر من 14 مرة.
وفي الحلقة الرابعة، يتحدث جلود عن خلافاته مع القذافي، ويتهمه باتباع سياسة قمعية مع الشعب الليبي، وبأنه كان يتقن استخدام قبيلة ضد أخرى، وجماعة ضد أخرى، ويمارس هذا أيضاً مع أبنائه. ويروي جلود عن نية القذافي الاعتراف بإسرائيل، وأنه كان يرى أزمة "لوكيربي" أكبر تهديد لحكمه.
وفي الحلقة الخامسة، يروي إنه لم يعرف بدعوة الإمام موسى الصدر إلى ليبيا إلا عندما أعلنت وكالات الأنباء اختفاءه، ثم علم أن القذافي طلب من أجهزة الأمن الإتيان له بشخص شبيه بالصدر ليغادر إلى روما. ويسرد جلود تفاصيل تسليم المغرب المعارض الليبي عمر المحيشي، أحد ضباط مجلس قيادة الثورة سابقاً، للقذافي. ويورد وقائع ومواقف خلافية له مع القذافي.